ددروب الحياة متشعبة في دنيا ذاتي .. إن أخذت وجهت كمن أي طريق فيها تصل إلى مطاف واحد وهو دقات قلبي..و إن جالستها و سمعتها تغوص في بحر مشاعرها .. و ان مشيت وتجولت بين أزقة شوارع عالمها تحف بك كلمات و حكايات.
رمتني الأيام وضياع وقتي و هدر قيمته ، و هدر حياتي في عالم الغفلة .. تتمايل أغصان شجري طربا على مزامير الشيطان .. و تتراقص أنامل يداي مع حروف الشهوات .. و تسبح أفكاري في أحلام الوهم و الخيال .. وابني كوخا هشا من و لبن الذنوب .. ، وتجاهلت أنه في يوم ما سيكون الرحيل .. أثقلتني مشاغل الفراغ بنغمات الهوى المزيف .. و تزين لي ففارس الغدر بثوب الغرور ، ظننت أن أسمي سيكون ضمن قائمة الفائزين.. و يا ندمي على نفسي ،و يا ويلي من ثقل ديون أعمالي ..
ازدادت طلبات أصحاب و أرباب كياني لتسديد المبلغ ، أسرعت نحو خزينة سجلي أفتحها و أنا أرتعش ما عساني أفعل سوى هم و غم رسم على الجبين .. فتحت الخزينة فما لقيت الا كتابا سجلت فيه ذنوبي وأخطائي فما يكون جزائي ؟؟ .. لشدةالدهشة أصبت باغماء و تم نقلي الى مستشفى البحث عن المفر فمتى يكون الفرج ؟؟ و هناك بدأت رحلتي .
علي سرير البحث و مرض المتاهات و نحالة جسمي و ثقله بالخطايا فتحت عيناي لأرى أمامي رجل وسيم في غاية الجمال والهدوء تطمئن له أفئدة المرضى حينتراه .. اقترب مني و جس نبض عرقوي و لمس جبيني شعاع نور ، و كتب لي وصفة دواء ،هنيهة أعطاني ظرف مغلق ، تعجبت له سألته : ماهذا ؟ أبتسم و قال : احتفظي به لوقت الضرورة.. ساعات خرجت لكان يراودني الخوف و هو يدب في أرجائي ويسري بين شرايين دمي .. هل تقبل ربي توبتي و ترضى عني ؟؟
صراع داخل وحدتي بين ناري الحيرة .. و أغلقت ابواب تفكيري وراء قضبان الظلام فهل من نجاة ؟.. و مرت أيامي في دوامة سدت كل نوافذ الأمل أمام عيوني .. دموع وابتهال و كان أخيرا القرار.. وقفت علىرجلاي و اتخذت موقفا لابد من عمل و رزق و حياة أمل .. أرسلت دعواتي عبر صلواتي على الحبيب عليه الصلاة و السلام .. وتذللت لخالقي أنتظر رجاه و فتحه عني .. و توجهت لفتح الظرف فما وجدت الاكلمات كانت لغزا يحتاج الى حل .. سؤاله هو ( هل تذكرتي يوم اللقاء ؟ و كيف يسددالدين ؟).. بكت مقلتاي حرارة تحرق فؤادي حسرة و ندم .. دقائق و حملت نفسي باتجاه دنيا جديدة كلها أمل .. و جدت طوابير من الأفكار تنتظر موعدالاستقبال ، تقدمت و بخطى ثقيلة أنتظردوري ، و أسبح داخل حياتي كيف سيكون موقفي أمام الملأ.. الأول ثم الثاني وهكذا الى أن لحق دوري ، نادى المنادي تفضلي هناك من ينتظرك ؟ تعجبت ، و سألت نفسي من يكون ؟ دخلت و جسمي يرتعش .. ياالله من ينتظرني ، نفس الشاب الذيألتقيه ايام ألمي ابتسم قائلا : مرحبا .. كنت أنتظرك بلهفة و شوق.. أحمرت خدودي و دق قلبي حبا و شوق ، و الخوف ينتابني ليته يكون املي.. سلمني شيكا أبيضا ، سالته : ماهذا ؟ لغز آخر ياالهي ماذا افعل ..تبسم و نظر الي نظرشفقة و حنان و حب ، مجيبا : هذا شيك أبيض باسمك أختاري المبلغ الذي تحتاجين اليه و كما تشائين .. عجائب في عالمي شيك أبيض بأي مبلغ و دون عمل ،عاودت السؤال : أنا لا أعمل عمليالفراغ و ضياع الوقت .. أجاب : نعم ،العمل ينتظركي من سنين ، استلميه حالا، كدت أطير فرحا و اسرعت للوضوؤ و اخذت سجادتي و سلمت جبيني شكرا لخالقي ، وفتحت مصحفي الذي سقاني حلو كلامه عسل ..سورة الرحمن صدق الكلام .. و زارتني حمامة السلام بيضاء ترفرف أنوارالايمان في سماء قلبي .. و انطلقت رنات آذان الفجر تنعشني عذب صوت التكبير ،و رفعت يداي الى رب العباد راجيةرحمته و عفوه .. و أرتديت ثوب الحياء وتوجهت لاستلام عملي .
و استلمت منصبي الجديد رزقه المال الحلال .. كم كانت سعادتي كبيرة بهذا الحلم .. آه لوتعلموا ما نوعه لن تندموا ابدا عليه ؟ .. قضاء وقتي مع الذكر و الاستغفار .. وتوبة نصوحة للعالي الجبار .. و أجرتيحق للسائل و الفقير و المسكين .. و قلبينبض حبا لفعل الخير ..و الاكثار منالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام .. و حلمي بيت في الجنة و رضا ربي عني و لقاء المصطفي عليه السلام .. ايام تلقيت ترقيتي في حب الناس ودعواتهم لي .. و بدات تسديد ديوني في ا نتظار أجرتكي و تصريف شيكي .. و كانمدير أعمال ذاك الشاب الوسيم أنه هدايتي .. هذه قصتي مع الديون و الشيك فلا تظلموني ..